الرئيسية / الرئيسية / ذكرى هدم حي طبقات سبيدار في مدينة الأحواز العاصمة

ذكرى هدم حي طبقات سبيدار في مدينة الأحواز العاصمة

     ما يحدث هذه الايام لاهلنا في قرية ابوالنخيلات ذكرني بجريمة ارتكبت قبل ٢٠ عام في مثل هذه الأيام حيث هدمت سلطات الاحتلال الفارسي حي طبقات سبيدار بعد ما اخرجت الأهالي بالقوة من البيوت في مشاهد تعسفية لم يشد لها مثيل و تركت الأسر و العوائل و الأطفال عراة بلا مأوى فيالشوارع . حيث هاجمت الحي قوات الاحتلال المتألفة من قوات شرطة مكافحة الشغب و الحرسالثوري و البسيج  و تم إخراج الأهالي من البيوت و بعد مرور عقدين يصعب علي كتابة كل ما حدثمن مشاهد إجرامية.

في عام ١٩٨٠ إثر اندلاع الحرب الإيرانيةالعراقية نزح مئات الآلاف من أهالي القرى و المدنالحدودية إلى مدينة الأحواز العاصمة و سكن حوالي ٦٠٠ عائلة في حي الطبقات اغلبهم منعشائر السواري المتألف من ٥٠ عمارة و في كل عمارة ١٢ شقة في ثلاثة طوابق في سفوح جبل الأحواز وسط جانب الشرقي من مدينة الأحواز العاصمة .

كان الحي حديث البناء لشركات اجنبية و أسلوب البناء يختلف عن ما هو معهود في مصالح البناء في الأحواز و ايران حيث كان عبارة عن قطعات من الجص مضغوط و المدعوم بواسطة شبكات معدنية من إجل الاستحكام و الاستفادة من عازل حراري و صوتي خاص .

طبعا كان كل شئ غريب بالنسبة لأبناء القرى و الارياف الحدودية و أخذ وقت طويل حتى يتعودوا العيش في مثل هذه الأماكن و المدينة بشكل عام . و لكن منهم من تأقلم مع المدينة بسرعة و وجد لنفسه بيتا في المدنية و ترك الحي و لكن النمو الطبيعي للعوائل جعل الشقق في حي الطبقات مكتظة بالسكان و كان يسكن قرابة ٤ آلاف شخص في ذلك الحي الفقير .

بعد الحرب و مثل كل الأملاك الأجانب و رجال نظام البهلوي طالبت مؤسسة المستضعفين بذلك الحي و اخذت من المحكمة حكماً بإخلاء الحي و طرد العوائل . و  كان في كل مرة تأتي قوات الاحتلال القمعية لإخلاء الحي يقف الأهالي بوجههم رجالا و نساءا ، شيوخا و أطفال.  و صمودهم يسبب في تراجع قوات الاحتلال .

ولكن بعد آخر محاولة من أجل إخراج الأهالي وقع حادث عرضي غير الموازين . حيث اشتبك شاب باسم بهمن بن اشنيدي الساري مع ضابط شرطة باسم النيسي على أثر خلاف شخصي بينهما وقتل على اثرها الضابط خطئاً، فسرعان ما اعتقل القاتل و تم محاكمته بزمن قياسي ١٧ يوما وجاءت أوامر بتنفيذ الاعدام شنقا حتى الموت أمام اهله و أقاربه و ابناء عشيرته في الحي في مشهد درامي  تقشعر له الابدان و بعد ما جعلت قوات الاحتلال من الحي ثكنة عسكرية . ثم طردوا الأهالي من حي الطباقات و هدمها أمام عيون سكانها بين صريخ الأطفال و عويل النساء .

غازي مزهر

07/09/2020

عن اللجنة الاعلامية لمنظمة حزم

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*