الرئيسية / الرئيسية / فيلق بدر.. أداة إيرانيّة للتنكيل بشعبي الأحواز والعراق

فيلق بدر.. أداة إيرانيّة للتنكيل بشعبي الأحواز والعراق

How قبل إحتلال العراق كان مركز استقرار ما تسمّى بالمعارضة العسكرية العراقية التابعة للمجلس الأعلى (فيلق 9 بدر) في الأحواز حيث وصل تعدادهم  إلى عشرات الآلاف إبان إحتلال العراق عام 2003 و كانوا من ثلاث أصناف:

أولاً: المعاودين؛ وهم من أصول فارسية طردهم العراق على دفعتين، الأولى في السبعينات والثانية في الثمانينات من القرن الماضي، بعد ما اثبتوا ولائهم المطلق لفارس رغم تواجدهم لأجيال في العراق، وقيامهم بأعمال تخريبيّة وتفجيرات وقتل ضد العراقيين.

ثانياً: من يطلق عليهم التوّابين؛ وهُم أسرى الحرب الإيرانية-العراقية (1988-1980  )، الذين عرّضتهمإيران إلى تعذيب جسدي ونفسي شديد، إضافة إلى تعريضهم إلى عمليات غسل الأدمغة.

ثالثاً: المهاجرين؛ وهُم من المواطنين العراقيين البسطاء الذين اضطروا إلى النزوح والهجرة إلى إيران بسبب ظروف الحرب والحصار خلال الفترة الممتدة من عام 1991 إلى 2003 بعد غزو الكويت، وكانت تشترط عليهم إيران الإنضمام إلى ما تسمّى بالمعارضة العراقية مقابل منحهم الإقامة في إيران، وإلّا يتمّ إحتجازهم في مخيمات قاسية جداً، ويمنع عليهم مغادرتها إلّا إذا دفعوا مبالغ ماليّة في كلّ مرّة يرغبون فيها للخروج من المعسكرو العمل بمبالغ زهيدة ، وبالطبع في اغلب الاحيان لم تتوفر لديهم الأموال لإنفاقها مقابل الخروج من المعسكر.

وفرضت السلطات الإيرانيّة على أعضاء فيلق 9 بدر، القيام بعمليّات الرصد والتجسّس على الأحوازيين ونشاطاتهم وتحرّكاتهم والإطلاع على أفكارهم من خلال فتح نقاشات معهم في شتى المواضيع الدينية والتاريخية والسياسية، علماً أنّ إيران قد وطّنت هؤلاء في مختلف المدن والبلدات والأحياء السكنية الأحوازيّة، فعاشوا وسط الأحوازيين الذين عاملوهم كمهاجرين عراقيين، وبطبيعة الحال كان هؤلاء مطلعين على تفاصيل اللهجة الأحوازيّة، وقد دربّتهم إيران جيّداً على التجسّس وإستخدام اللين والمرونة في التعامل، وذلك لسهولة التوغّل في أوساط الشعب العربي الأحوازي.

وفي بداية التسعينيات كشف لي هذا الأمر بعض أقاربنا الذين كانوا معهم وقال لي أحدهم نحن في فيلق 9 بدر، نشكّل خطراً عليكم، ولو تعرفون الكم الهائل من التقارير التي يجب أن نكتبها يومياً عنكم، لحرّمتم علينا حتى السلام، ولم تسمحون لنا بإجار بيوتكم وسط الأحياء والمدن الأحوازيّة، ولطردتمونا بالحجارة قبل الفرس.

وبعد عام 2003، ودخول جميع هؤلاء إلى العراق تحت إسم المعارضة العراقيّة، فقد الاحتلال الفارسي هذه الطاقات الكبيرة لجمع المعلومات عن الأحوازيين، أمّا الآن فقد عاد الإحتلال الأجنبي الفارسي بالحشد الشعبي إلى الأحواز، ولا شكّ أنّ غايات هذا الحشد لا تخرج عن إطار إيذاء الأحوازيين سواء بالتجسس عليهم أو نشر الفوضى والقتل وإراقة الدماء في أوساطهم.

والمعلومات الواردة من الأحواز تؤكّد أنّ ما تسمّى بمحكمة الثورة الإيرانية بدأت بمراجعة ملفات جميع النشطاء الأحوازيين وخاصة أولئك الذين تم إعتقالهم لفترة زمنيّة معيّنة، ثمّ أفرج عليهم مقابل كفالات والتي غالباً ما تحتوي على عقار وعلى وجه الخصوص المنازل والمحلات والأراضي، وقد بدأت سلطات الإحتلال الفارسيّة فعلاً بمصادرة هذه العقارات التي كانت قد رهنتها لنفسها دون أدنى وجه حق، ولا يستبعد بأن تمنح بعض هذه العقارات إلى عناصر الحشد الشعبي القادم من العراق وتوطينهم وسط الأحوازيين. 

غازي مزهر

09/05/2019

عن Al ahwazhzm

رئيس المكتب الإعلامي للمنظمة الوطنية لتحرير الأحواز - حزم

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*