عقدت منظمة “حزم” الأحوازية مجلساً تأبينياً على روح الفقيد الوطني والفيلسوف الأحوازي “علي الطائي” بهولندا
المكتب الإعلامي للمنظمة الوطنية لتحرير الأحواز “حزم”
عقدت المنظمة الوطنية لتحرير الأحواز “حزم” بمعية بعض الأخوة السياسيين الأحوازيين المستقلين والأكاديميين الذين يتابعون المعاني الكامنة في التطورات السياسية العالمية من أجل ايجاد مساحةٍ للتفاهم السياسي المشترك حول الفقيد “علي الطائي” ودوره السياسي والتوثيقي وذلك يوم الأحد الماضي الموافق 5 أغسطس 2018، وحضره العديد من الشخصيات الوطنية الأحوازية المؤثرة الذي من بينهم كان ابن عم الفقيد الأستاذ أحمد رحمت العباسي (القادم من المانيا) والدكتور الأحوازي عبدالله حويّس والأستاذ علي جبار الطائي (القادم من المانيا) والأستاذ سعد الكعبي والأستاذ ناهض أحمد مولى والأستاذ محمد مجيد (القادم من السويد) والأستاذ ناصر الحيدري والسيد كريم نسب والسيد حسن الكعبي والاستاذ فرحان الكعبي والسيد عادل السويدي واخرين من الأخوة الذين شاركوا ولبوا الدعوة مشكورين، وجرت اتصالات عبر جهاز السكايبي او الهاتفية مع البعض في الخارج الاوروبي، وكان الوفد القادم من المانيا والسويد أهمهم، والإتصال بالمثقفين والأكاديميين على رأسهم، والإتصال مع ذوي الفقيد حضورهم المعنوي الكبير.
فجرى تسليط الأضواء، بعد قراءة سورة الفاتحة وترتيل آيات من الذكر الحكيم وذلك من خلال كلمة قيمة ألقيت من قبل السيد عادل السويدي الذي دعى لذلك المجلس عن منظمة “حزم” الاحوازية في بيته، فقدم الأستاذ أحمد رحمت العباسي ـ ابن عم الفقيد ـ ليأخذ ناصية الحديث، فتطرّق الى نشأة الدكتور الراحل “علي الطائي” وتطورات حياته ودوره في العمل السياسي والعلمي والأكاديمي، الهاديء والناضج.
ومن ثم كان للدكتور الوطني الجسور “عبدالله حويّس” اتصاله الهاتفي بالمجلس نظراً لسفره البعيد عن ألمانيا، الأمر الذي منعه من الحضور، والتقط رؤوس النقاط التالية حول معاني حضور الدكتور الطائي في العمل الأكاديمي والسياسي والإعلامي، من جهة، وشخصيته ـ الفقيد ـ المعنوية البارزة والمؤثرة في الإجتماعات المستمرة مع الأكاديميين الأحوازيين والعرب والعالميين التي كانت تتمركز حول القضية الوطنية الأحوازية. وقد ذكر الدكتور “حويّس” أن الدكتور الفقيد “الطائي” قد إختار الطرق الأصعب في مواجهة الإحتلال وافرازاته من خلال المشاركة الفكرية الأكاديمية في عقر دار المفكرين الفرس الشوفينيين في الولايات المتحدة الامريكية وفي اوروبا ومؤسساتهما وتسفيه كل ما كانت تسطره اقلامهم او افكارهم من خلال بترها وتسفيهها بالادلة العلمية والمصادر الرسمية والبراهين العقلية على نشوزها وعقم تلك التصرفات العنصرية التي يؤمن بها فكرا وعملا وسلوكا كبار مثقفيهم في الولايات المتحدة الامريكية.
كما تحدث السيد عادل السويدي عن مرحلة تسعينيات القرن المنصرم وارتباط الدكتور “الطائي” بالمثقفين في الأحواز وكشف عن مراسلات معمّقة وموثقة كانت تجري بينه وبين النخبة المثقفة حينها وكانت تنطوي على مشاريع في كيفية استمرار الحراك الوطني والعمل بهدوء على استثمار الفرص المتاحة من خلال التناقضات الحاصلة حينها بين أطراف النظام الايراني لبناء المجتمع العربي الأحوازي بالقدر الممكن وابراز الثقافة العربية الأحوازية وخصوصيتها عن ثقافة الأجنبي الفارسي المهيمن.
هذا وبعد 3 ساعات التمَّ المجموع الوطني في مجلس التأبين حول قراءة الفاتحة مرة أخرى على روح الفقيد “علي الطائي” لينفض هذا المجلس المُبسّط الذي غابت عنه جميع الأطراف السياسية الفاعلة في القضية الوطنية الأحوازية، وهي نقطة سلبية جداً، وعدم تثمين دور الروّاد والمؤثرين في القضية الوطنية الأحوازية، وهم الذين دأبوا على أحداثٍ أقل أهمية بكثير من فقدان هذه الشخصية الوطنية البارزة.!!
كلمة لابد أن تقال …
لا شك أن الحزن العميق قد لفَ جماهير شعبنا العريضة، وليس البعض المستعجل دوماً لوضع القضية الوطنية الأحوازية في حساب تجارته، وذلك على ضوء فقدان شعبنا للقامة الوطنية الكبيرة الدكتور “علي الطائي” الذي كان يسير نحو تحقيق الهدف الوطني والقومي الأحوازي بالإستقلال ونيل الحقوق وتحقيق السيادة بتمهَل والبطء على ضوء خريطة الصراعات الكبرى التي تتحكم فيها بعض الأطراف السياسية الأساسية، كالولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا والدول الإقليمية في المنطقة.
كان الفقيد الطائي يجسّ التطورات السياسية الموضوعية ويضع القوى الوطنية الأحوازية في مساره العملي والعلمي من دون مبالغات والأوهام التي تتبدى لدى البعض، التي دفعتهم للإتجار بالقضية الأحوازية، على أساس (بات النصر قريباً) !!. كلا، لم يؤمن الدكتور الطائي الراحل بهذا التكتيتك المستعجل ابدا، فقد وعى الإستراتيجية الوطنية الأحوازية والإستراتيجية العربية في معترك الصراعات الدولية وهما ليسا لاعبيْن أساسييْن في تحديد التطورات السياسية الدولية.
هل نضرب مثالاً على ذلك؟ نعم، وهذا ضروري، فالولايات المتحدة الأمريكية اليوم بضغطها السياسي الكبير على دولة الملالي الايرانية تواجه صعوبات دولية جمّة لفرض رؤيتها السياسية، فهناك الصين وروسيا والهند وتركيا والإتحاد الاوروبي، كلٌ منهم يبحث عن مصالحه الخاصة بحيث لا تضيع معها أهدافهم السياسية والإقتصادية، ولا يفقدون التعامل المرن مع الولايات المتحدة الأمريكية، انها مسائل سياسية شائكة، ينبغي على كل الأطراف الأحوازية التمعّن في مدلولاتها، والتبصّر في نتائجها.!
في أية حال، لقد كانت خسارتنا في هذا المفكَر والسياسي الإستراتيجي الذي اختزن الخبرة التاريخية الطويلة، وهو في موقع صياغة القرارات السياسية الدولية، نقول : لقد كانت خسارتنا بهذه كبيرة، رغم أننا لم نستفد منه الإستفادة السياسية الكاملة. لقد أراده البعض أن يسير معه أو خلفه، ليؤيده بهذه النقطة من غير وعي، ويناصره في تلك النقطة من غير تبصَر، فيا للأسف الشديد.
08 – 08 – 2018