الرئيسية / أخبار حزم / “رعب إيران.. من الأحواز إلى بلوشستان”

“رعب إيران.. من الأحواز إلى بلوشستان”

نشرت مجلة كل العرب في عددها السابع للشهر الحالي آذار/ مارس ٢٠١٩، مقال بقلم السيد د. عباس الكعبي رئيس المنظمة الوطنية لتحرير الأحواز – حزم بعنوان “رعب إيران.. من الأحواز إلى بلوشستان” إشارة إلى الأحداث الأخيرة في إيران والعمليات النوعية التي نفذت من قبل الأحوازيين من جهة والبلوشين من جهة أخرى.

عمليّة فدائيّة قتلت العشرات ونسفت حافلة تقلّ أكثر من أربعين عنصراً من الحرس الثوري الإيراني يوم 13 فبراير وتحديداً بالتزامن مع إنعقاد مؤتمر وارسو للسلام بالشرق الأوسط والذي يهدف إلى محاصرة إيران العابثة في إستقرار المنطقة. وسرعان ما تبنّت منظمة جيش العدل البلوشيّة هذه العمليّة الكبيرة جداً لحطّها هيبة الدولة الإيرانيّ والحساسة في توقيتها والوخيمة في آثارها.
وكثيراً ما تباهت إيران بما يسمّى بحرسها الثوري، وروّجت لإستحالة هزيمته، وأدّعت بأنّه ضامن أمنها وإستقرارها وسلامة الشعوب التي تقيم ضمن جغرافيتها القائمة على الإحتلالات، وهو الدرع المحصّن أمام كافة التهديدات الخارجيّة مهما بلغت قوّتها، ولكنّ عمليّة بلوشستان فضحت المستور وكشفت مدى هشاشة هذا الدرع ومن ثمّ مدى هشاشة الدولة الإيرانيّة برمّتها.
وبدأ مسلسل رعب الدولة الإيرانيّة وسحق هيبتها، منذ عمليّة الأحواز الشهيرة في 22 سبتمبر العام الماضي، والتي استهدفت عرضاً عسكريّاً يتصدّره الحرس الثوري في الأحواز المحتلّة وقتل ثلاثين عسكريّاً وجرح ستين آخرين، وكثافة النيران أغلقت منافذ الفرار أمام عساكر الفرس، ولم يبقى أمامهم سوا الإختباء بالمياه الآسنة.
وشهدت نهاية العام الماضي عمليّة فدائيّة أخرى ضد قوات الأمن والشرطة الإيرانيّة، نفذها البلوش بمدينة جابهار التي تحتضن ميناءً إستراتيجيّاً شمالي بحر عمان ويعدّ بوابة إيران الوحيدة على المحيط الهندي عبر بحر العرب، ويحظى الميناء بأهميّة قصوى لأفغانستان والهند التي تعتبره البوابة نحو الفرص الذهبيّة، وتنظر إليه نيودلهي بصفته الطريق الأمثل للتواجد العسكري للحليفين الباكستاني والصيني، كما يربط الميناء تجارياً، المحيط الهندي والخليج العربي مع بحر قزوين وسان بطرسبورغ الروسيّة، وتمتد شبكة المواصلات البحريّة المارّة من جابهار حتى شمال أروبا.
ولا ريب أنّ الساحل الشرقي للخليج العربي البالغ طوله نحو ألف كيلومتر حيث تقع الأحواز، وكذلك الساحل الشرقي لبحر العرب والمحيط الهندي حيث تقع بلوشستان، يكتسب أهميّته الكبيرة من وقوعه على “طريق الحرير” الذي يمرّ من باكستان فبلوشستان والأحواز، ووصولاً إلى شبه الجزيرة العربيّة، وهو الأمر الذي يمنح المنطقة موقعاً جيوستراتيجاً بالغ الأهميّة، كما يجعل من الأحواز وبلوشستان بمثابة الطوق الأمني للخليج العربي، أي مصدر ثروات النفط والغاز الهائلة.

ومثلما كان متوقعاً بأنّ عمليّة الأحواز كانت مجرّد بداية لسلسلة عمليّات مماثلة في مناطق أخرى، فمن المرجّح جداً بألّا لا تتوقف عمليّات جيش العدل البلوشي، مستفيداً بذلك من طبيعة جغرافيته الجبليّة والوعرة، وإتساع الإقليم الممتد الباكستان إلى إيران فأفغانستان، ممّا يسهّل ذلك عمليات الإختباء والتنقل وتهريب الأسلحة والأفراد والبضائع والمخدّرات، يجعل من السيطرة عليه من الدول الثلاث أمراً شبه مستحيلاً.
وإلى جانب نجاح جيش العدل البلوشي في تنفيذ العمليّات النوعيّة، فقد نجح وبنسبة كبيرة في توتر العلاقات بين إيران وباكستان، ويؤكّد ذلك إتهام طهران بوقوف جهاز الإستخبارات الباكستاني الرسمي خلف العمليّة الأخيرة لجيش العدل، تماماً مثلما اتهمت السعوديّة والإمارات وأمريكا بدعم المقاومة البلوشيّة الساعية لتحرير بلوشستان من الإحتلال الإيراني.
ولا ريب أنّ أمر كهذا، سيجعل الباكستان أكثر قرباً للعرب من إيران، كما من شأنّه المساهمة في المزيد من عزل إيران ومحاصرتها دولياً وإقليميّاً، وينهك دبلوماسياتها وإقتصادها المنهك أصلاً، وينذر بإقدام إيران المتأزمة على تصدير أزماتها الداخليّة المتفاقمة، في ظلّ متغيّرات سريعة وكبيرة في التوازنات الدوليّة والإقليميّة، تنذر بتهاوي السلطة المركزيّة في طهران، ويجعل تقسيمها أمراً غير مستبعد.

عن Al ahwazhzm

رئيس المكتب الإعلامي للمنظمة الوطنية لتحرير الأحواز - حزم

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*